تسلا ليست الوحيدة: سيارات كهربائية تحاول فرض السيطرة
سيارة جاكوار آي-بيس
شئنا أم أبينا فإن مصادر الطاقة غير المتجددة في طريقها للزوال، ولا بديل عن الاستعداد للمستقبل بطرق بديلة، بدلًا من انتظار حدوث ذلك يومًا بعد يوم. وعقب أزمة البترول العالمية أثناء حرب 1973 ودعوات المحافظة على البيئة أدركت الدول الكبرى أهمية تطوير آليات ومركبات لا تعتمد على الاحتراق الداخلي للبنزين أو الديزل. حينها بدت الطاقة الكهربية خيارًا مناسبًا، على الأقل من الناحية النظرية.
وعلى الرغم من أن فكرة تطوير سيارات تعمل بالكهرباء لم تكن حديثة العهد، حيث تعود إلى منتصف القرن المنصرم، فإن تطبيقها من الناحية التجارية باء بالفشل الذريع بسبب تكلفتها الباهظة التي كانت تصل إلى ثلاثة أضعاف ثمن السيارات التقليدية حينها. بالرغم من ذلك، سجلت السيارات الكهربية نجاحها خارج الكوكب، حيث طورت شركة «بوينج» لصناعة السيارات مركبة فضائية تعمل بالطاقة الشمسية «Lunar Rover» شاركت في بعثة أبولو 15 على سطح القمر عام 1971 .
ويشهد سوق السيارات الكهربائية في الآونة الأخيرة منافسة حامية بين شركات السيارات من أجل فرض الهيمنة. وسنستعرض سويًّا أهم السيارات الكهربائية المتاحة في الأسواق العالمية، وما يمكن أن نراه في المستقبل القريب أيضًا.
سيارات كهربائية حالية
نيسان ليف
تعد نيسان ليف نقلة في سوق السيارات الكهربائية؛ كونها أول سيارة كهربائية تُنتج وتوزع على نطاق تجاري واسع. وعلى مدى جيلين منذ إطلاقها عام 2010 إلى يومنا الحالي تعد السيارة الكهربائية الأكثر مبيعًا حول العالم، حيث بلغت مبيعاتها 400 ألف نسخة بحلول مارس 2019، كما لقبت عقب إطلاقها عام 2011 بلقب «سيارة العام».
الفضل في نجاح تلك السيارة جماهيريًّا وتجاريًّا يرجع إلى مكانة وثقل شركة نيسان اليابانية في السوق العالمية، بجانب قدرة السيارة على المزج بين الأداء بفضل محركها الكهربائي بقوة 110 أحصنة، ومدى القيادة الذي يصل إلى 320 كيلومترًا قبل الحاجة لإعادة شحنها من جديد، إما بكهرباء المنزل التقليدية أو محطات شحن سريعة قادرة على شحن 80% من سعة بطارياتها خلال 30 دقيقة.
بي إم دبليو آي ثري
تمتاز بي إم دبليو آي ثري الكهربائية عن مثيلاتها بتصميمها العصري وحجمها المدمج الذي يجعلها مثالية للقيادة في المدن المزدحمة. وساهم هيكلها المصنوع من البوليمر المدعم بألياف الكربون التي تجمع بين المتانة وخفة الوزن في أدائها الرياضي، جنبًا إلى جنب مع نظام استغلال الطاقة الحركية للسيارة في شحن نسبة من بطارياتها أثناء السير. تلك العوامل ساهمت في تحسين أداء محركها الكهربائي بقوة 168 و184 حصانًا طبقًا للفئة المختارة، ويتراوح مداها الكهربي بين 130 و183 كيلومترًا. مؤخرًا طرحت الشركة الألمانية نسخة هجينة منها مدعمة بمحرك يعمل بالبنزين سعة 647 سي سي بقوة 33 حصانًا يساهم في زيادة مدى سيرها وصولًا إلى 320 كيلومترًا.
رينو زوي
على الرغم من أن رينو زوي بدأت رحلتها التجارية لأول مرة عام 2012 فإن جيلها الثاني – المتاح في بعض الدول العربية – قد لفت الأنظار إليها بفضل تصميمها غير التقليدي ذي الملامح الحادة وأدائها الرياضي المستمد من محركها الكهربائي بقوة 107 أحصنة وعزم 225 نيوتن.متر يخزن الطاقة في بطاريات أيون الليثيوم قادرة على قطع مسافة تتراوح بين 240 و400 كيلومتر – حسب الفئة المختارة – قبل إعادة شحنها.
حازت رينو زوي على علامات الأمان الكاملة «خمسة نجوم» في اختبارات السلامة والأمان الأوروبية «Euro NCAP»، وتعد من أنجح السيارات الكهربائية تجاريًّا في الأسواق الأوروبية، حيث يبدأ سعرها من 20 ألف يورو تقريبًا.
فولكس فاجن إي- أب
منذ عدة سنوات قررت علامة فولكس فاجن الألمانية تقديم نسخة كهربائية من سيارتها الهجينة المدمجة «Up» – الملقبة بـ«سيارة العام» في 2012 – سجلت حضورها الجماهيري والتجاري منتصف عام 2019 بعدة أسماء: فولكس فاجن e-Up، سيات «Mii» وسكودا «Citigo»؛ كون كلا الشركتين جزءًا من مجموعة فولكس فاجن العملاقة.
فولكس فاجن «UP» هاتشباك الكهربائية قادرة على التسارع من السكون إلى 100 كم/س في 12.4 ثانية في طريقها لبلوغ سرعتها القصوى المقدرة بـ 130 كم/س، هذا ويصل مداها الكهربي إلى 160 كيلومترًا ومن الممكن شحن 80% من بطارياتها خلال أقل من نصف ساعة في محطة شحن سريعة، وحققت نجاحًا ملحوظًا في أسواق السويد والنرويج.
جاكوار آي-بيس
في خطوة جريئة قررت شركة «جاجوار» البريطانية التابعة لعلامة «لاند روفر» اقتحام فئة السيارات الكهربائية الفارهة وإطلاق نسخة كهربائية من سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات «SUV»، أطلقت عليها «i-Pace»، بتصميم ثوري وأداء رياضي وسعر مرتفع بالطبع يبدأ من 60 ألف جنيه إسترليني.
جاجوار «آي-بيس» الكهربائية الرياضية يمكنها التسارع من 0-100 كم/س في 4.8 ثانية فقط، بفضل قوتها المقدرة بـ 395 حصانًا، وتخزن الطاقة في بطاريات أيون ليثيوم، يمكن شحنها بالكامل في أقل من عشر ساعات باستخدام الكهرباء المنزلية و40 دقيقة باستخدام محطات الشحن الفائقة.
تسلا موديل إس
تعد تسلا موديل إس علامة فارقة في تاريخ السيارات الكهربائية، حيث تعتبر أول سيارة تحقق المعادلة الصعبة في تلك الفئة بين التصميم العصري والمساحات الداخلية الرحبة لأربعة أفراد والأداء الرياضي من جهة، وطول مداها الكهربائي وسعرها التنافسي من جهة أخرى. النتيجة نجاح جماهيري وتجاري واسع النطاق ودخول التاريخ كونها أول سيارة كهربائية تسير نسخها مسافة مليار ميل – 1.6 مليار كيلومتر – حول العالم خلال ثلاثة أعوام فحسب على إطلاقها.
الشركة التي كانت على وشك الإفلاس منذ سنوات حسب تصريحات مالكها الملياردير «إيلون ماسك» – الملقب بـ«الرجل الحديدي» – أصبحت الآن تتربع على عرش سوق السيارات الكهربائية حول العالم منذ العام المنصرم 2018، مستحوذة بمفردها على حوالي 12% من مبيعات تلك الفئة وبزيادة قدرها 138% عن مبيعات عام 2017.
تستمد تسلا موديل إس قوتها من زوج من المحركات الكهربائية يولدان قوة إجمالية تقدر بـ 779 حصانًا، بعزم دوران 1250 نيوتن.متر. وتخزن الطاقة في بطاريات أيون ليثيوم تتراوح بين 75 و100 كيلو-وات / ساعة، توفر مدى كهربائي تنافسي طبقًا للفئة المختارة يبدأ من 400 كيلومتر في فئة 75 كيلو-وات/ساعة وصولًا إلى 539 كيلومترًا للفئة الأعلى 100 كيلو-وات/ساعة، قادرة في نسختها عالية الأداء «P90D» على التسارع من الصفر وصولًا إلى 100 كم/س في 2.8 ثانية.
تسلا موديل ثري
لطالما كان هدف شركة تيسلا ومالكها تقديم سيارة مدن كهربائية اقتصادية دون التخلي عن الأداء الرياضي أو المدى الكهربائي، وتُطرح بسعر تنافسي في متناول أغلب ملاك السيارات. وبعد نجاح موديل إس الرياضي على الجانب الدعائي والتجاري طورت الشركة «موديل ثري» الكهربائية القادرة على تحقيق تسارع من 0-100 كم/س في 3.2 ثانية بفضل زوج من المحركات الكهربائية يمكنها قطع مسافة تصل إلى 490 كيلومترًا قبل إعادة شحنها مرة أخرى، سواء بالكهرباء المنزلية أو محطات الشحن السريعة التي تنشئها الشركة حول العالم ويقدر عددها بـ 12 ألف محطة حتى يومنا.
بسبب سعرها التنافسي المقدر بـ 35 ألف دولار أمريكي تهافت مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم من أجل حجزها، وللأسف فإن الشركة الأمريكية غير قادرة على مواكبة الطلب المتزايد وتسليم العملاء في الوقت المحدد، وهو ما تسبب في انتقادات لاذعةلمالكها «إيلون ماسك» الذي أكد وقت طرحها أن عمليات الإنتاج في الشركة قادرة على مواكبة الطلب.
سيارات كهربائية مرتقبة
فاراداي إف إف 91
«فاراداي فيوتشر» شركة أمريكية ناشئة أعلنت عن إطلاقها عام 2014 عزمها على تطوير سيارة كهربائية فائقة أطلقت عليها «إف إف 91»، أزاحت الستار عنها لأول مرة عام 2017، وبدأت بالفعل في تلقي طلبات امتلاكها منذ ذلك الحين، على أن تبدأ تسليم النسخة التجارية منها للعملاء خلال الأشهر القليلة المقبلة.
فاراداي إف إف 91 الكهربائية الفائقة تتجاوز قوتها ألف حصان – 1050 حصانًا – قادرة على التسارع من 0-100 كم/س في 2.39 ثانية وقطع مسافة تصل إلى 700 كيلومتر قبل أن تفرغ بطاريات أيون الليثيوم بها، التي تُشحن بالكامل في أقل من ساعة، حسب تصريحات الشركة.
فورد ماخ 1
تماشيًا مع سياستها المحدثة تعتزم علامة فورد الأمريكية إزاحة الستار عن سيارة كهربائية رياضية متعددة الاستخدامات «SUV» بحلول عام 2020 أطلقت عليها «ماخ 1»، تشير الصورة التوقعية المنشورة على موقع الشركة لتشابه جلي في الملامح التصميمية مع طراز فورد الرياضي الأيقوني «موستانج»؛ لذا يعتبرها البعض نسخة كهربائية من السيارة الرياضية العريقة، وتعتزم الشركة أن تطور «فورد ماخ 1» الكهربائية بمدى قيادة يصل إلى 700 كيلومتر للشحنة الواحدة من أجل زيادة تنافسيتها في تلك الفئة.
مرسيدس EQC
تخطط مرسيدس من أجل تطوير عشر سيارات كهربائية بحلول عام 2022. لذلك قامت العلامة الألمانية سبتمبر المنصرم بالكشف عن النسخة التجريبية من سيارتها الكهربائية رباعية الدفع EQC، التي تعد الشقيقة الكهربائية لطراز «GLC» الرياضي متعدد الاستخدامات، مزودة ببطارية تبلغ 80 كيلو وات في الساعة، تدعي مرسيدس أنها توفر حوالي 320 كيلومترًا من المدى.
تولد المحركات الكهربية قوة تقدر بـ 402 حصان، وسوف تبلغ سرعتها القصوى 180 كيلومترًا/ساعة. على أن تدخل مرسيدس EQC حيز الإنتاج خلال العام الجاري، استعدادًا لطرحها تجاريًّا في الأسواق عام 2020.
السؤال الآن: هل سنرى السيارات الكهربائية مسيطرة على الشوارع في بلداننا قريبًا؟